لا نبتعد كثيرا عن ''حومة الروش'' لنلج حومة ''الشر''، وهو حي تميّزه
المحلات المختصة في بيع مواد التجميل، لايعترف أصحابها في تعاملاتهم
التجارية بلغة ''الكريدي''، فكان من نصيبهم تحمّل ضريبة عنوانها الشر.
وعلى بعد أمتار فقط عن المكان، يقع حي ''التشوقير''، الذي تعيدنا تسميته
إلى أجواء الفانتازيا وقتال الكواسر والجوارح، لأن لأبناء الحي باع طويل
في حمل ''الشاقور'' والأسلحة البيضاء على اختلاف أنواعها، في مواجهاتهم مع
أبناء الأحياء المجاورة.
ولم تمر الأزمة الأمنية التي ضربت البلاد لعشريتين، دون أن تترك أثرا في
باب الواد، أين يحمل حي تسمية ''بالاك''، وكان الشباب هناك يرددون عبارة
''بالاك.. بالاك'' للترهيب والإعلان عن هجوم إرهابي محتمل، لأن الكلام
بصوت عال في المكان الذي له مخرج واحد يحدث صدى يدوي باقي الشوارع..
وفي حي بلوزداد الشعبي، استعاد أبناء الحي رومانسية التيتانيك الغارقة في
المحيط الأطلسي، وأطلقوا تسمية التيتانيك على حي به بناية قديمة آيلة
للسقوط، يحاكي شكلها حطام أشهر سفينة غارقة..
صادفتنا في جولتنا الاستطلاعية العديد من التسميات التي تجتمع فيها
الغرابة والطرفة أيضا، حيث تطلق تسمية ''قدرة وكسكاس'' على حي في منطقة
الأربعاء، مشكّل من عمارات شققها ضيقة، فلجأ السكان إلى إقامة بيوت قصديري
بجوار العمارات، فأصبح المكان ''قدرة ولقات ''كسكاسها''.
ويحوم طيف أنفلونزا الخنازير بحي المنظر الجميل في القبة، ليس لأن المكان
طاله الفيروس المكسيكي، بل لأن الحي يحمل تسمية ''كارتي حلوفة'' لأن
المكان كان مرتعا للخنازير في الماضي.
وبعيدا عن التسميات الغريبة، تحمل أحياءنا الشعبية أسماء عواصم عالمية،
على غرار شيكاغو الأمريكية التي استقرت ببلدية القبة، ودالاس الأمريكية
التي تكررت معنا في جولتنا، أين يحمل حي هادئ مكون من فيلات تسمية المدينة
الأمريكية، وتكرر الاسم في باب الوادي نسبة لصاحب مقهى في الحي مولع
بالمسلسل الأمريكي الشهير ''دالاس''، كما حطت العاصمة الإسبانية مدريد
بجسر قسنطينة، فقط لأن عمارات الحي أنشأتها مؤسسة إسبانية. [/s